في طريق العودة

طريق العودة إلى المنزل بعد العمل يصبح ممتعا إن شاركك به صديق قريب لطيف، تشكو إليه ويمازحك، ويناقشك وتوادده، وهل لنا في هذه الدنيا سوى صحبة صادقة تخلو إليها فتبدد همومك ويعيد إليك وهج الحياة وعبقها…
خرجت اليوم في حر الظهيرة ودرجة الحرارة لا تقل عن ال40، والرطوبة العالية لا تهنئ لك الشهيق، ولكن صديقي أبرد علي ما أحرقني، فمشينا وهو يزيل عني تعب الطريق، فكنت أحمله ويحملني ولكن ليس الحمل الحقيقي بل هو متعة الحديث التي تنسيك المسافة والوقت، وما كان مني إلا أن أشفقت عليه في منتصف الطريق وطلبت منه العودة إلى ما كان ذاهب إليه، وإذ برجل يلاحقنا ويقترب منا وهو وأنا نتبادل نظرات الشك، من هو ومن انا…!!!
أصبح قريبا جدا ثم قال لي: أنت السيد علاء، قلت له نعم… وقد أربكني وأحسست الثواني التي توقف بها قبل أن أعلم ما يريده مني كأنها ساعات طوال.
ثم قال لي: عندي بيت للآجار هل أجد عندكم حاجة إليه…
فقلت له في نفسي: ينصر دينك يا أستاذ نفيسة…
ما أصعب أن لا يجد الرجل الأمان في بلده… اللهم آمنا في أوطاننا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *